الجزيرة العربيّة، المشرق العربيّ ووادي النّيل) الأمر الذي يتيح استخدام مصطلح الرّأي العامّ كمعدّل لآراء المواطنين في كلّ الدّول المستطلعة آراء مواطنيها.وقد نُفّذ هذا الاستطلاع ميدانيًّا خلال الفترة ما بين شباط / فبراير 2011 وتموز / يوليو 2011 بالشّراكة مع مراكزَ بحثيّة في البلدان المذكورة. إنّ نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ هي باكورة أعمال برنامج قياس الرّأي العامّ العربيّ، أحد برامج المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات في الدوحة. وهو البرنامج الذي يُعنى بإجراء دراسات مسحيّة للوقوف على اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو موضوعاتٍ اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة مهمّة للمواطن العربيّ. ويطمح برنامج قياس الرّأي العامّ العربيّ إلى توفير قاعدة بيانات مفتوحة للباحثين العرب والفاعلين من صنَّاع القرار والمهتمّين ومنظّمات المجتمع المدنيّ عن اتّجاهات الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة، تساهم في تعميق المعرفة بمجتمعاتنا العربيّة بعيدًا عن الصّور النمطيّة والأحكام المسبقة. كما توفّر هذ البيانات قاعدة معرفيّة يمكن أن تُستخدم في صناعة السّياسات والخطط التي تعالج الإشكاليّات والقصور، والتي تهدف إلى  النّهوض بأوضاع الإنسان العربيّ إيمانًا بأنّ الهدف النهائيّ للمسوحات العلميّة والتي تبدأ من المواطن هو مصالح المواطنين.

إنّ المؤشّر العربيّ، والذي نُفّذ أوّل مرّة في عام 2011  -وسوف ينفّذ سنويًّا-، هو استطلاع يقيس اتّجاهات الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة في جميع البلدان العربيّة التي يتاح فيها تنفيذ مسوحات ميدانيّة. ويُعنى بقياس اتّجاهات المواطنين نحو العديد من الموضوعات مثل: مدى رضا المواطنين عن ظروفهم الاقتصاديّة والمعيشيّة ومستوى الخدمات، إضافةً إلى مواقفهم من الدّيمقراطية والمشاركة السّياسيّة وأثر الدّين في الحياة العامّة والحياة السّياسيّة، كما يتضمّن المؤشّر العربيّ أسئلة تقيس مدى ثقة المواطنين بمؤسّسات دولهم وتعريفهم لمصادر التّهديد لأمنهم الشخصيّ وأمن بلدانهم وتصوّراتهم عن محيطهم العربيّ. 

لقد حُدّدت أهداف المؤشّر العربيّ والأسئلة المتضمّنة فيه وجرى الإعداد لتنفيذه ميدانيًّا أوّل مرّة خلال الرّبع الأخير من عام 2010، وعليه، ومع انطلاق الثّورات العربيّة كان لزامًا استدراك استمارة الاستطلاع ببعض الأسئلة المحدودة التي ترصد بعض اتّجاهات الرّأي العامّ نحو هذه الثّورات.

نُفّذ استطلاع المؤشّر العربيّ في البلدان التي شملها الاستطلاع باستخدام أسلوب العيّنة العنقوديّة متعدّدة المراحل الموزونة ذاتيًّا، والتي تضمن تمثيل مجتمعات تلك البلدان بنسبة ثقة تتجاوز 95% وبهامش خطأ معاينة ± 3.5%.

يتضمّن هذا التّقرير النّتائج الرّئيسة للاستطلاع، حيث ستُنشَر جميع نتائج المؤشّر التفصيليّة لاحقًا في كتاب، كما ستكون جميع بيانات المؤشّر متاحة على الموقع الإلكترونيّ للمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات، وذلك لإتاحة فرصة الاستفادة القصوى من هذه البيانات.

إنّ عرض نتائج هذا الاستطلاع يبدأ بعرض نتائج اتّجاهات الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة بصفةٍ شاملة ثمّ تناول النّتائج لكلّ دولة من الدّول. وقد جرى احتساب نتائج اتّجاهات الرّأي العامّ لمجموع المنطقة العربيّة كمعدّل من نتائج الدّول الاثنتي عشرة المشمولة بالاستطلاع، بحيث يُؤخذ في احتساب المعدّل الرّأي العامّ في كلّ دولة بالوزن نفسه من دون تمييزٍ بين دولةٍ وأخرى (أي أنّه لم يُؤخذ بالوزن النسبيّ لكلّ دولة بحسب عدد سكّانها وإنّما تمّ التّعامل مع كلّ الدّول وكأنّها وحدات متشابهة بعدد السكّان نفسه). واتُّبع هذا الأسلوب لتفادي أن تطغى آراء مواطني البلدان الأكثر سكّانًا في تحديد الرّأي العامّ الشّامل.

الدّول التي نُفّذ فيها استطلاع مؤشّر الرّأي العامّ العربيّ